ارضاااء الوالدين

ما أسهل الوصول إلى رضا الله سبحانه لو طبق
الأبناء ما أمرهم الله به القرآن الكريم من طاعة ورفق بالآباء
والأمهات في شيخوختهم وكبر سنهم.

لا تـخـسـر رضـا والـديـك


- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة. في الإسراء والمعراج.
فسمعت بها قرارة، فقلت ما هذا؟ لمن هذا؟ فقيل لحارثة بن النعمان
فقلت: لما هذا؟ فقيل لي إنه كان باراً بأمه فقلت: كذلكم البر.

معنى .. جناح الذل
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
ما تأمرني بعد الإسلام . قال: بر أمك. وذهب وعاد للمرة الثالثة
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما تأمرني بعد الإسلام؟
قال: بر أمك .. وذهب وعاد للمرة الرابعة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم
ما تأمرني بعد الإسلام قال: بر أباك.

لماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم بر أمك ولم يقل أطع أمك؟
لأن كلمة البر شاملة كل خير .. لكن الطاعة تعنى أن يطيعهما عندما
يأمرانه فقط، وخلاف ذلك فهو يغلق على نفسه باب غرفته ويعيش في عزلة عن أهله.

أما البر فيشمل العطف والحنان وإسعادهم في كل وقت. والله سبحانه
وصف لنا البر في آياته الكريمة قال:


" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسانا ". ثم يقول سبحانه: " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة،
هذا معنى مستعار من الطيور التي لو دخلت في عراك فإن نتيجة العراك تكون هزيمة إحداها.

والطائر المهزوم يعلن استسلامه بفرد جناحيه تماماً على الأرض.
يضطر لوضع منقاره في التراب في مشهد من الإذلال والانهزام.
هكذا يريد الله من الإنسان، أن يقف هكذا أمام أبيه وأمه، هذا التواضع
أمام الأب والأم لا يعنى إلغاء الكرامة أو الشخصية أو الإرادة.
لكن خفض الجناح هنا من الرحمة.

قضى الله وانتهى الأمر

والله سبحانه بدأ الآية الكريمة بقوله: " وقضى ربك " أي وانتهي الأمر،
والله سبحانه أراد أن يصور لنا مدى أهمية البر بالوالدين. رغم أن السورة
لا تتحدث عن التوحيد .. لكن الله سبحانه أراد أن يصور لنا مدى أهمية
البر بالوالدين، وأن البر والتوحيد في مقام واحد عند الله سبحانه . ( أن اشكر لي ولوالديك ).

هناك عدة أشياء يرق بسببها قلبك لوالديك: ذكريات الطفولة.
وهذه طريقة القرآن لتحنين قلبك على أبيك وأمك. فاكرة وأنت صغيرة
حين تركوك بالبيت مع بعض الأقارب وخرجوا، ثم أخذت تبكين بكاء
متصلا لأنك تريدين أمك؟ كلنا مررنا بهذه التجربة.

فاكر لما ظللت تبكي طول الليل. ووالدك يريد أن ينام لأن عمله يقتضي
أن يستيقظ مبكراً، لكنه لم يتبرم أو يفقد أعصابه؟ هل تتكبر عليه الآن ؟

- هل نسيت أنك كنت في بطن أمك تتغذى على دمها، تأخذ الحديد
والكالسيوم من غذائها. وبعد الولادة كانت ساقاها لا تحملانها من الوهن
الذي سببته لها. ومع ذلك كانت سعيدة وفرحة بك. أمك هذه كانت لها
أحلام كبيرة لم يعد لها إلا حلم واحد .. هو سعادتك.

- كانت لديها أحلام في الوظيفة والنجاح والزواج والسفر،
وربما طلقت أو أصبحت أرملة ، وقد تنازلت عن كل أحلامها مقابل
أن يتحقق حلمها فيك .. فلماذا يقسو قلبك عليها؟

- لهذا يقول القرآن الكريم:" وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً ".
ويقول: " حملته أمه وهناً على وهن وحمله وفصاله في عامين أن اشكر
لي ولوالديك " والنبي صلى الله عليه وسلم أيضاً كان يفكر بهذه الطريقة.

أنت .. ومالك لأبيك

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل أمه في الحج ثم
سأل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله قد أديت شكرها؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ولا بطلقة من طلقاتها، حملته
ا وأنت تريد لها الموت، وحملتك وهي تريد لك الحياة.

جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أباه
أنه دائم الإلحاح في طلب النقود، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ائتني بأبيك . فجاء رجل عجوز يتكىء على عصا. وقال يا رسول الله إن ابني
هذا كان صغيراً .. كان ضعيفاً وأنا قوي. كان فقيراً وأنا غني فلم أمنع عنه مالي،
أما الآن فأنا كبرت وصرت ضعيفاً وهو قوي وصرت فقيراً وهو غني فيمنع عنى ماله؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يسمع هذا الكلام حجر أو شجر إلا بكى.
ثم قال للشاب: من أنت؟ ما أنت إلا حسنة من حسنات أبيك، أنت ومالك لأبيك،
أنت ومالك لأبيك.
فلتقرأ هذا الحديث كل زوجة تحرض زوجها
على عدم عون أبيه. كان أبو هريرة كلما رأى أمه يقول لها : رحمك الله كما ربيتني صغيراً.

فترد عليه: رحمك الله كما بررتني كبيرة.

لا تضع أنفك في التراب

كانت هناك أم تعاني من ابنها العاق القاسي. حين مرضت
أرسلت له رسالة تذكره بذكريات الماضي : تمنيتك قبل أن توجد،
وأحببتك قبل أن تولد. وربيتك قبل أن تكبر حتى
صارت حياتك أحب إليّ من حياتي فارفق بأمك.سأقول لك شيئاً آخر يرقق قلبك: الحق بهما قبل أن يرحلا.

حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( رغم أنفه .. رغم أنفه ..
ثم رغم أنفه. قالوا : من هو يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه
أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخلاه الجنة ).

أي يضع أنفه في التراب من عاش مع أبويه أو أحدهما ولم يرضيا عنه ليدخل الجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع وفي غاية الاهمية في حياة الانسان

اسال الله الذي لا اله الا هو رب العرش العظيم ان يمن علي ويكرمني ببر امي وابي وان يرزقني رضاهم عني وان يكون رضاهم بابان مفتوحان لي من الجنة برضا الله سبحانه وتعالى عني انا وكل من اجاب آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته