منتدى السعادة مع الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
عزيزي الزائر/ عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضوا وترغب في الانضمام لأسرة المنتدى سنكون سعيدين بتسجيلك
شكراً Cool
ادارة المنتدى king



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى السعادة مع الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
عزيزي الزائر/ عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضوا وترغب في الانضمام لأسرة المنتدى سنكون سعيدين بتسجيلك
شكراً Cool
ادارة المنتدى king

منتدى السعادة مع الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة البئر

اذهب الى الأسفل

قصة البئر  Empty قصة البئر

مُساهمة  Admin السبت يناير 22, 2011 4:18 pm

لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها ، فاللعنة تسكنها ، و تحل على كل من حاول أن يقترب و

لو على مرمى حجر منها ، و الشواهد الدالة على شؤمها و أفعال الشياطين التي تسكنها

ليست خافية على أحد ، فهذه " حمدة الهبلى " ما زالت تجوب الأزقة و هي ترفع ثوبها إلى رأسها

، تلطم حيناً و تضحك أحياناً ، و السبب كان البئر ، إذ إنها تحدت كل الروايات و أقسمت أن تشرب

من باء البئر ذات ظهيرة ، و حين عادت كان المس قد تملكها ، فراح الصبية في الحارة يطاردونها

بلا كلل ، و يلقون عليها الحجارة ، و كانت حمدة تتوعدهم ، و حين علموا أنها لن تؤذيهم ازدادوا

إصراراً على مطاردتها ، رغم نصائح الأهل المتكررة لهم و تهديدهم في أغلب الأحيان بأن الله

سوف يعاقبهم و يجعلهم مثلها تماماً ، إلا أن المنظر الذي أصبح مألوفاً لكل سكان الحي هو

مرور " حمدة الهبلى " أمام أصحاب البقالات ، و الدكاكين ، أحياناً كانت تبصق عليهم و أخرى

كانت تلاطفهم ليمنحوها حبة من الحلوى .

أما " سلامة " فقد أقسم أن يعرف سر البئر ، و أن يصارع كل شياطينها ، فإنه حين حمل

بندقيته صباح ذلك اليوم القائظ ، و أعلن لك أهل البلدة عزمه الأكيد على الشرب من ماء البئر ،

و أنه – إن لزم الأمر – سيقوم بقتل كل الشياطين التي تستوطنها و تجعل من قعرها بيوتاً لها .

و حين حاول أهل البلدة كلهم أن يثنوه عن فعلته تلك ، أصر على أن ينفذ ما يدور في رأسه ،

و لم يكن أمام الجميع إلا الدعوة له بالعودة الميمونة ، و الانتصار المظفر على الشياطين التي

سكنت هناك ، و حين غادر " سلامة " ميمماً صوب البئر اجتمع أهل البلدة كلهم بين مصدق و

مكذب ، بين معجب و بشجاعته و بطولته و بين مشفق عليه ما ستؤول إليه حالته حين تركبه

الشياطين و تجعله مطية لها .

أطبق الصمت على البلدة كلها ، حتى ثغاء الشياه أصبح خافتاً لا يكاد يسمع ، و المرضعات

حرصن على أن يرضعن أطفالهن لكي يناموا ، كي لا يسمعوا صوت العراك بين " سلامة " و

الشياطين ، فقد قالوا : إن الصغار من بني البشر و كذلك الحيوانات هم الذين يسمعون أصوات

الشياطين و يرون رؤوسهم المفلطحة و عيونهم المشقوقة في منتصف الجبين .

اختفى " سلامة " من أمام البلدة ، اتجه جنوباً أولاً ثم شاهدوه و هو يتجه شمالاً ، إذ كان يرغب

في أن يحاصر الشياطين حتى لا تراه إلا و هو على حافة البئر ، و سمع صوت حركة أقرب

لشخص يصفق بكلتا يديه ، حدق في أسفل البئر ، كانت المياه تغطيه حتى المنتصف ، أدلى

بدلوه في الماء ، و أثناء محاولته إخراج الدلو ، اندفع طير صغير أسود اللون ، عرف أنه الوطواط ،

أدرك ساعتها أنه الذي كان يصفق جناحيه .

الدلو تمتلىء ماءً ... يسحبها ثم – على مهل – راح يتلذذ بتجرع الماء البارد الذي لم يتذوقه أحد

من البلدة منذ زمن بعيد ... حرص على أن تظل الدلو مملوءة لأنه سيحملها معه عند عودته ثم

راح يردد :

" لن يصدقني أهل البلدة حين أعود ، و سيظلون على قناعتهم بأن هذه البئر مسكونة ، و

يتكبدون عناء المسير ست ساعات متواصلة إلى البئر الأخرى . لا بد من الخديعة ، و لا بد لي

من أن أنتزع من عقولهم قناعتهم ... " دار حول البئر ثم فجأة قفز من أمامه أرنب مذعور فأطلق

عليه رصاصة فقتله .

" ألم نقل لكم إنها المعركة تدور الآن بين " سلامة " و الشياطين ... ؟ كلكم اصمتوا حتى

نسمع ... " تحدث كهل كان يتكىء على جدار البيت و من حوله التف العديد من النساء و الأطفال

و الرجال ... رصاصة ثانية تمزق السكون ... و ثالثة ... و رابعة ... عشر رصاصات كانت تدوي

بين الفينة و الأخرى و البلدة تتقلب على جمر الانتظار ، تلهج ألسنتهم بالدعاء إلى الله أن

يجعل النصر حليف ولدهم .

المختار يردد بصوت أقرب للحشرجة : " سيكون عشاؤه عندي الليلة إذا عاد سالماً " .

صوت أخر : " و سنسهر حتى يطلع الفجر " .

صوت آخر : " و لكن المهم أن يعود " .

البلدة تجتاحها حمى الأسئلة : هل سيعود أم لا ؟ هل سيقتله الشيطان أم لا ؟

هل سيتلبسه الشيطان كما فعل مع حمدة أم ... ؟

و فيما كانت البلدة تسكنها الأسئلة المقلقة الحيرى ، كان " سلامة " يبتسم و هو يرشق دم

الأرنب على جوانب البئر ، ثم يشكل من دمه خيطاً رفيعاً اتجه من البئر إلى الجهة الشرقية .


للكاتب : عبد المهدي القطامين
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 467
نقاط : 2588
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
العمر : 34
الموقع : 5

https://happiness-w-allah.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى